* * فـــي الـمــقــهــــى **

الســـاعــة 9 الصــبــــاح

في المقهـى ..



مثل ما تعــود يبتــدي يـومــه ..

بفنجان أو كـوب من القهـوة ..



في ذيـــك الــزاويــة ..

نفــس الــزاويـــة ..

جــلـس لـحـــالـــه ..



طـلب " قهـــوة فـرنسيــة " حـــــلــوة

عـلـى أمـــل ان اليـــوم يصيـــر حــــــلــــو



مرت الدقــــــايـــــق كانها ساعـــات .. وهو ينتـــــظـــر طـلبــه ..


بـدأ يناظر حوله .. وطاحت عينه عالكــــرســي اللي قـدامــه


آ آ آ ه ... طلعت من قـلب

لــه مــده خـالــي هالمـكــــــــان


تـعـــــود انهــــا تملاه بحـضــورهــــا

و تعطـي هالكــرسي .. هالـمـكـان ..

بعض من جمالها ... و روحـهــــــا



لأ ! ما أبــي أتـــذكـــر !

شكـلي راح أطلـب " قـهـــوه بالحـليـب "

مـــا أعتقــد لي مـزاج عالحــلى ..




يـغـيـــــر طـلبــه ..

و ينتــظــــر ...



ينـــاظــر النــاس في الشـارع ..

يا كــثـر ما راقبهــم من وراء الواجهـــة الزجــاج..




مــر قـدامـه رجــال و ولــده الصغـيـر

يمشـــي وراه ..



" شــــوف ... يا حليــــله .. يجــنن ..

مـاشـاءالله عليــه .. ...

... بس الله يهــدي أبــوه مفــروض يمسـك يــده "



بـدون مـا يحـس .. تــــــــذ كـــــــــر ..

تذكر كلماتهــا لمــا تشــوف أي طفـــل صـغـيـــر ..

يــا كـثـــر مـا تحـــبـهـــم ..

بـيـنــه و بيــن نــفـسـه .. كـــــا ن يـغـــار ...

كــان يتمنـــى يــكـــون طـــفـــل .. و تـــدللــه ..

مـثــل مـا كانــت تــدلل أي طــفــل يجــي عـنـدهـم و هــم يتقهــوون

" تــعــال يـا حــلو .. تـعـــالـي يـا حـلـوه ... وش اســمـــك ؟... الله "

و تعطيهــم أي شـي حــلـو بشنطــتهـا .. اللي ماتخلى من الحـلويـات

و تـبــــوسهـــم " يـــالله روح لمــامــا عشــان ما تــدور عليــك "


آ آ آ ه مــنـــك ...

عــايشـــه فــينــــي ..

حـــتـى و أنـــا هـــنـا لحــالـــي ..

مــــــا نـــســــيــتــــــــك ..




يـــــــرجـــــع للــشــــارع .. و يناظــر السيــارات الرايحه واللي جــايه ..


يتــذكــر ..

" حـــلـوه هالسيــاره .. شـرايك فيهــا ؟ "

اممم .. الصراحه ... اعجبتني

خلاص أنا بسأل .. واشوف بكم ..

احتمال اجيبها .. لاني ودي أغير السياره .. من زمـان

" بس حــط في بالــك .. تراهـــا بتكــون مؤقـــتــه

كــم سـنـــه و نجيــب غــيــرهـا "

لـيــــــــش ؟

" عـشـان نجيب سيـــارة عـائليـة ..

زي هذيـك السيـارة السـوداء .. اللي هناك قدام المطعـم "


يبــتســم .. و يـتـذكــر رده ..

من عــيـونــي بس بشــرط ..

نملاهـا أطـفـــال حـلويــن يشبـهــونـــك


يووه يا زينهــا لما تستــحـي

تــزيـد الـجـمـــال جمــال


حــس بـطعـــم الـمـــرارة .. و حـــس بــدمعــة تبـي

تفـرض وجـودهـا



بــلع الـغــصــــة ..

و انــــتــــبـــه ان قـهــــوتـــه قــدامـــه



لـكـــنـــــهـــــا ... بـــــــــارده ...


أخـــذ كـــوب الـقـهــوة ..ذاقـهــــا

و حـــس بالبـــــرودة و الــــوحــــدة أكــثـــر



رجـعـــهـــا ..

و طــلـب قـهــوة جـــديـــدة ..

" قــهـــــوة ســــوداء "



خـــــــــلاص .. كــل شــــي بــعــدهـــا ..

.. حــــــــــزيـــــــــــــــن ..

و مــن دونـهــــا ... كـــــئــــيــــب ..

عــــالمـــه .. صــــار مـظــلـــم .. بــــــارد


بـــعـــد مـــا كـــانت شــــمـــــس تنــــور حـيـاته

و تــــدفــيـــه بـــوجــودهــــا ..



آآآآآه ...

ويــــــــنــــك ..



و بـهـــــاللـــحـــظـــة .....

يــسـمـع صـــــــوت .. من طــاولــة بـعــيـــدة ..

" حـبـــيـــبـــي .. تــــعــــــــال "



يلف راســـه بســـرعـــه .. و يــقـــوم من الكــرســي ..

و يـــوقــف جــــــامــــد بـمــكـــــــانـــه ..

.. مــعـــقـــولـــة .. !! أنــــا الظـــاهـــر انجـــنــيــــت !!


و يســــمـع الصــــوت من جـــديــــد ..

" يــللا .. تــعـــــــال "

يـــاااربـــي .. مـــو مـــــعـقـولــه .. نفـــس صــوتـهـــا

يـمـــكــن أنــــا أتــخــيــــــل ..



" عـبــدالله .. عـــبــــووودي .."


لاااااااا .... مسـتــحيــــل ..

حـــرام اللي قـــاعـــد يصيــــر فــينـــي



هــــذي هــــــي !! و جــــالســــة تنـــادينـــي !!

لااااازم أروح لـهــــــــا !


........ يـتـــــبــع .......

" المــشــهـــــــــد الـثــانـــي "




و يــحـــــــــاول يـدخـــل قـســم الـعــائـلات ..

بــس مـــا قــدر ..

و بــلـحــظـــة مــا أحــد كــان منــتـبــه لــه

د خــــل بـســــرعــــة و صــار يــطـل من وراء الستـــا ير

زي الـمـجـنــون ..




و فـــجــأة ..



لـــقـــا هـــا ...


بـــــــــس ...


مــا كـــانــت لـحـــالهــــــا ...

و مــــا كــانــت تــنـــتــظـــــــره ...



لـــقـــــــاهــــا مـــع رجــــال غـــيــره !!

و مــــعــهـــا و لــــد صــغـــيـــر ..

حـــــــا ضـنـــتـــه ..



تـــجــــمـــــــــد مــــكــــــانـــه ..

لــكـــــن هــي انــتــبـهـــت لـــه !

و الــرجـــال الــلـــي مــعـــهـــــا انــــتــبــه ..




مــســكـــت يـــد زوجــهـــا تـهـــديـــه

بـــــس هـــالـحــركـــة ..

زادت نـــــار عـبـدالله ..




الـتـفــتـت لــه .. و قــالــت ..

" لــو ســمــحــت .. مــمــكــن تــطــلــع !! "


جـــــلــس يـنـــاظــر فـي وجــهـهــا الــبـريء

عـيــــونـــهـــــا الــســــــود ..

الـلــي يــــــامـــــــا نـــــــاظـــــــرتــــه ..

و شــفــايفـهـــا الـورديـــة اللي حـفــظ شـكـــلهـــا ..




و فـــــي قـــلــبــــه ألـــــــف ســــكـــــيـن ...


" أنــــا .... ؟؟ أنـــــــا تـــطــــرديـنـــــي ؟! "



" و مــن تــــكـــون أنـــت ؟!!

لـــو ســـمحـــت اطــلـع بـــرا !!! "



" أنــــا عـبـدالله ... حـــبيــبـك ... زوجـــك ..

نـــســيــتـيــــنــي ؟؟ "




قــــــام زوجـهــــــا بــعـصـبيــة


" هــــذا الــوضــــع مـا يـنـسـكـــت عـليــه ! "


" و هــــذا مــن يـكـــون ؟!!"

" لـــيـــش يــمــســك يــدك ؟ "

" لــــيــش يــجـــلـس مــعــــك ؟ "



" عـبدالله !! هـــذا زوجــــي ...

و تــــــأ شــــر عــالــولـــد اللــي بـحـضـنــهـــا ..
و هــــذا و لـــــد ي ! "






تـــزوَجَـــــت !

بــــعـــــــد ي !!

كــــــــــيـــف ؟ و أنـــــــا الـلـــي الى الحـــيــن أذكــــرهـــا !

نــــســــتــــــــنــــي !




" خـــلاص ؟ بعــتــيــنـــي ؟ مـــاتـبيــنـي ؟ "



" رجــــاء !! هــذا مـــو وقــــتــــه ..

بــــعــديـــن أنـــت اللـي طــلـقــتـنــي و بــعـتـنـــي ..

مـــو أنــــــا !!

هـــذا كــــلــه مـــاضــــي .. وانــتـــهـــى ..

و الـحـيــــن أرجـــوك تــــروح "




مـشــى زوجــهـــــا .. و مــسـك ثـــوبـــه ..

" أنــــت بــتــــــــروح ولا شـــــلــــون ؟! "

" و أنــــتــي تـــغـــطــي !! "


بــســرعــه لـبـســـت نــقــابـهــا

و شــالـت و لــدهــا ..


" خــــالــد .. خــل نــمــشـي .. اتـــركــــــــه "


" لا تغـطـــيـن وجـهـــــك عـنـــي أنــــــــا !!!!

تــسـمـعـيـنـــي !!

شـيـــلــي الـنــــقــاب ! أبـــي أشـــوفـــك ! "


و بـلحـظــــة جـــنـــــــون مــــــد يـــــــد ه

و رفـــــــــع غـطـــــاهــــــا ..





" ... يـــــــتــــــــبـــــــــع ......... "

.... المـــشــهـــد الـخــتـــــــــامــي ...





و هـــنـــــــا !! زوجـهــــا ضــربـــه ..

و قــال لــه " أنــت مـجـــنــــــون .. بــــــــرا .."

" خــــــــالـد .. اتـــركـــه احـنـــا بـنـطــــلـع .."


نـــاظـرهــا زوجـهـــــا بـعـــتــاب

" أنــتِ خــــايفــة عـلـيـــــه ؟ "

" لا !! بـــس مــا أبيـك تـتــــأذى "



عـبـدالله بـعــد مـا سـمــع هالـكـلمــــــة ..

طــــــــــلــــع ...



خــــلاص مـــاعــــــــاد تــــحـــبـــنـــــي

تـــــحــــــبــــــه هـــــــو ..

تـــــخـــاف عـلـيــــــه هــــــــو ..

تـكـشـف وجـهــهـا لـــــــه هــــــــــــو !!



و أنــــــــا ... مـن أكــــون ...

صـــرت " مـــــاضــي " عـلى قـولتـهـــا





يـــركــب سـيـــارتــه و تــغــلبــه الــدمـعــه

و يــحـــس بـحـــرارتـهــــا تــحـــرق خـــــده

بـــس .. وش هــي الــدمـعــة ..

عــنـــــد ..

الـسـكـيـــنــــــة الـلـــي انــغـرســت بــقــــلــبــــه



مــن دقـــــــايق كــان يــتــذكـــرهـــا ..

و بــعــدهـــا بـــدقــــايق .. شــــافــهــــا ..


و يـــالـيــتــــــه مــا شـافــهــا ..

مــا كــان درى انهـــا صـــارت لـغيـــره ..



بــس ضـمــــيره .. مــا خـــــلاه ..

" أنـــت الـلـي تــركـتــهـــا يـا عـبـدالله !

تـــــــذكـــــــر !! "

يــهـــز راســـه .. لا ..

" إلا .. لا تــنــــكــــر .. "

" و أنـــت الـلـي رمـيـتهـــا عالأرض

و ضـربتــهـــا .. تــــذكــــر ؟ "

لا ! لا !!

" عـشــــان أيـــش ؟!

لأنــهــــا تــحــبـــــــــــــك ..

لأنــهــــا تـــمـــــوت فـي أي شـــي
يــخــص " عـبـدالله " ..!!

أو

أقـــدر أقـــول ..

كــــــــــانـــت ... تـــحـــبــــــك..

و كـــــــانــت .. تــمـــوت فــيــــــك .. "



لــــيــش .. ؟ لــيــش يــا ربــي !


" اســـــأل نـفـسـك !

لـيــــش قـسـيــــت عـليـهــا ؟

و لــيـش نـسـيــــــت كــل الـلـي ســوتــه

عـشـــانــــك ؟!

كـــيــف تــكـــذبـهـــا و تــصـدق الـنـــاس ؟ "



بـــس أمـــي مــو نـــاس !!


" أمـــك نــقـلــت لــك كـــلام الـنــــاس !! "



و تــنـــزل دمــوع ... تــغــســل جــرحـــه

تــحـــرق جـــرحــــــه الـمــفـــتــــوح ..



... أنــــــا الـغـــلـطـــــــــان .. يــالـيـتـــنــي

مــا صــدقــتـــهـــم ..


الله يــســـامــحـــك .. يُـــــمـــَــه ..

هـــد مــتـــــي حــيــاتـــــي ..


رد ضـمــيــــــره عـلـيـــه ...


" أنــــت الـلــي هــــدمــتـــهــا ..

أمـــك كــانــت مــجـــرد أداة ..

كــــان الـمــفـروض تـهـَـــديهــا

مـــو الـعــكــــــس .. بـــس خــلاص

الـلــي فــات .. فـــــات و انــتــــهـى "



لا .. لا يـا قـلــبــي مـا انـتــهــى ..

حُـــبــــــي لـهـــا مــا نــقــص .. إلا زاد

بــس أنــــا الـلـــي انـــتــهـــيت ..

و صـــرت لـهـــــا مــــاضــي ..




" أنــت لازم تـــفـــــــرح لـهـــا ... "



نــــــــعــــم !! أنـــت صــــاحــي ؟

وش تــقــــول ؟

أفــــرح لــهــــا . . ؟ و هــي مــع واحـــد غـيــري !!



" إ يــــــــــه ! لأنــــك ســبـبـــت لــهـــا الألــــــم

و تــركــتـــهـــــا فــي بيــت أهــلـهـــا

مـجــروحــــة .. حـــزيـنـــــة ..

و لا فــكــــرت تـــــرجـــع لـهــــا ..

و هــــذا الانـــســـان ..

جــــاء و قـــدم لـهـــا الـســعـــــادة مـن جـــديــــــد

ر جــــع لــهـــــا نــور عـيـــونـهـــا ..

و الـضـحـــكــة لـحــيـــاتـهـــا ..

حـــقـق لـهـــــا حــــلـــم حــيــاتــهــــا ..

و جــــابــت مــــنـــه " وَ لــــــد "! "




خــــــــلاااااااص


صــــار يــصــيــــــــح ..



شــفــتــــه .. قـــُــمـــــــر زيــهـــــا ..

الله يـخـــلــيـــــه لـهـــا ..

سـمــتــه " عـبـدالله " على اسـمــي ..

و يـبـــتــســم بــيــن الــدمـــوع


و يــمــســح وجــهــــــه و يـــحـــرك ســـيــارتـه






و فـــجـــــأة يــــســـمـــع صـــوت على الــشبــاك


هــذي هـــــي !! و مــعــهــا " عــبدالله " !



يـفـتــح الشبـــاك ..


" عـــبــدالله .. ارحـــم نــفــســك ..

اللي بينــنـــا كـــان شــي جـمـــيـل و راح ..

و أنـــا بـديــــت حــــيــاة جــديــدة ..

و أتــمــنــى لـك حـيـــاة ســعـــيــدة

مـع انســانـة تنــاسـبــك .. مــع الســلامــه "




و تـــســــرع قــبــل يـــطــلع زوجـهــــا من الــمـــحـل




و يــمــشــي عبدالله بســيــارتــه ..

يـــدور شـــوارع الـريـــاض ..



و هــــو يـــذكـــــر كـلمـــاتهـــا الأخـــيــرة لــه ..


و بــكـــل مــا فــيــــه قـــال ..



( أحــــبـــــك ..

ولآخــــر يـــوم بـعـــمــري بـحـــبـك )






... الـنـــهــــــــــــــا يـــــة ...

قصة روووووووووووووووعة - تحياتي يا الصقر - تقبل مروري

مشكور على مرورك الجميل

مشكووور على القصه الرائعه تسلم ياصقر


ورينا ابداعتك وتقدمك مع


QWASYR

مشكورين على مروركم الجميل

لكن اتمنا انكم قراتم القصه